مقالات سدرة

التلبينة النبوية: المميزات وطريقة الاستخدام

طريقة استخدام التلبينة النبوية

التلبينة النبوية والتي تُعرف أيضًا بحساء الشعير، هي واحدة من الأطعمة التي تتميز بتاريخ طويل من الاستخدام، حيث تتميز التلبينة بقوامها اللطيف الشبيه باللبن وفوائدها الصحية المتعددة التي جعلتها تحتل مكانة خاصة في الثقافة الإسلامية، ويعود سبب تسميتها بهذا الاسم إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي أثنت على فوائدها وقدرتها على تهدئة النفس وتخفيف الحزن، وفي هذا المقال سنتعرف معًا على طريقة استخدام التلبينة النبوية، وأهم المميزات الصحية لها، ومكوناتها وطريقة تحضيرها.

طريقة استخدام التلبينة النبوية

تُعرف التلبينة أو ما يُعرف باللغة الإنجليزية بـ Talbina، بأنها نوع من الحساء المُحضر من الشعير المطحون، وسُميت بهذا الاسم نظرًا لقوامها الذي يشبه اللبن، وقد ذُكرت فوائدها الصحية في الأحاديث النبوية، لذا أُطلق عليها اسم “التلبينة النبوية”.

تشتهر التلبينة بخصائصها المهدئة واحتوائها على العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، مما يجعلها مفيدة لتخفيف مشاعر الحزن، وتقوية صحة الجهاز الهضمي، وتزويد الجسم بالمغذيات الضرورية.

من المهم التفريق بين التلبينة وماء الشعير في طريقة التحضير؛ إذ يتم تحضير ماء الشعير من الحبوب الكاملة دون طحن، بينما تُصنع التلبينة من الشعير المطحون مع نخالته.

المكونات المطلوبة:

لإعداد التلبينة النبوية بالطريقة الصحيحة لضمان الحصول على فوائدها، تحتاج إلى المكونات التالية:

  • 375 ملليتر من الماء (ما يُعادل كوبين ونصف).
  • 125 غرام من الشعير (حوالي ربع كوب).
  • لتران ونصف من الحليب السائل، ويفضل استخدام النوع الطازج وموثوق المصدر.
  • ربع كوب من العسل.
  • القليل من المكسرات (اختياري).
  • يمكن استخدام الحليب المجفف المحلول بالماء بدلاً من الحليب السائل، ولكن القيمة الغذائية ستكون أقل.

طريقة التحضير:

لتحضير التلبينة النبوية، اتبع الخطوات التالية:

  • تنظيف وتجهيز الشعير: قم بتنظيف الشعير جيدًا وغسله، ثم اتركه في مكان مفتوح ليجف تمامًا، وقد يستغرق ذلك يومًا كاملًا.
  • طحن وتحميص الشعير: بعد جفاف الشعير، قم بطحنه، ثم ضعه في قدر على النار لتحميصه قليلاً.
  • إضافة الماء: أضف الماء إلى القدر واتركه يغلي مع الشعير حتى تمتزج المكونات جيدًا.
  • تبريد التلبينة: بعد غليان الخليط، ارفعه من على النار واتركه ليبرد.
  • تقديم التلبينة: اسكب ملعقتين كبيرتين من التلبينة في كل كوب، ثم أضف الحليب السائل البارد.
  • إضافة العسل والمكسرات: أضف العسل إلى التلبينة، وزينها بالمكسرات حسب الرغبة.

بهذه الطريقة، يمكن الاستمتاع بفوائد التلبينة النبوية التي تشمل تحسين الحالة المزاجية وتقليل الاكتئاب، بالإضافة إلى فوائدها الصحية العديدة الأخرى.

مميزات التلبينه النبويه

تتمتع التلبينة النبوية بمجموعة من الفوائد الصحية بفضل غناها بالعناصر الغذائية الأساسية التي تقوي من صحة الجسم بشكل عام، إليك بعض الفوائد الرئيسية:

1. تحسين صحة الجهاز الهضمي

التلبينة غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن الأساسية، مما يُساعد على تحسين وظائف الجهاز الهضمي، وتشمل الفوائد:

  • الوقاية من الإمساك: تُساعد الألياف في التلبينة على تحسين حركة الأمعاء، مما يُقلل من خطر الإمساك ويسهل عملية الهضم.
  • حماية الأمعاء الغليظة: تُساهم التلبينة في الوقاية من مشكلات مثل داء الرتج الذي يؤثر على الأمعاء الغليظة.

2. تهدئة النفس وتخفيف الاكتئاب

تُعتبر التلبينة مهدئة للقلب وفعالة في تخفيف الحزن، كما ورد في الأحاديث النبوية، وتشير الأبحاث الحديثة، مثل دراسة نشرت في مجلة “Clinical Interventions in Aging”، إلى أن تناول التلبينة يمكن أن يُقلل من مستويات الاكتئاب والقلق، ويعود هذا التأثير لاحتوائها على الكربوهيدرات، والمعادن، والأحماض الأمينية مثل التربتوفان.

3. دعم صحة القلب والأوعية الدموية

يساعد الشعير المكون الأساسي في التلبينة، على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية بفضل خصائصه المضادة للالتهابات وخفض الكوليسترول، وتحتوي التلبينة على مركبات مثل النياسين (فيتامين B3)، الليغنان، و الفيتوستيرول التي تُساهم في تعزيز صحة القلب.

4. تنظيم مستويات السكر في الدم

الألياف القابلة للذوبان مثل البيتا جلوكان في التلبينة تُساعد في التحكم بمستويات السكر في الدم، مما يجعلها مفيدة لمرضى السكري، كما أن المغنيسيوم الموجود في التلبينة يلعب دورًا مهمًا في تنظيم استخدام الجلوكوز وإفراز الأنسولين.

5. تقوية صحة الجهاز المناعي

يُساهم البيتا جلوكان في التلبينة في تعزيز نشاط الخلايا المناعية، مما يقوي دفاعات الجسم ضد الأمراض، بالإضافة إلى ذلك، تحتوي التلبينة على البروبيوتيك، فيتامينات A و B، ومضادات الأكسدة مثل الزنك، التي تدعم صحة الجهاز المناعي وتحمي من الأمراض المزمنة.

التلبينة النبوية: المميزات وطريقة الاستخدام word image 70959 1

التلبينه النبويه في الإسلام

وردت أحاديث صحيحة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تذكر فوائد التلبينة، روى ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب أحدًا من أهله المرض أمر بتحضير حساء من الشعير، ثم أمرهم بتناوله، وكان يقول: “إنه يرتو فؤاد الحزين، و يسر فؤاد المريض، كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها”، كما يُنقل عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “التلبينة مجمة لفؤاد المريض ومذهبة للحزن”.

وفي حديث آخر عن عائشة رضي الله عنها، أنها كانت توصي بإعطاء التلبينة للمريض والمحزون، وقالت: “إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن التلبينة تُجِمُّ فؤاد المريض، وتذهب ببعض الحزن”.

وقد أوضح الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث أن كلمة “مجمة” تعني أنها تُريح القلب وتزيل الهم، وتُنعش الروح، يؤمن المسلمون بأن تناول التلبينة يساهم في الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية، حيث تحمي الشرايين من التصلب، خصوصاً شرايين القلب التاجية، مما يُقلل من خطر الذبحة الصدرية وأعراض نقص التروية، ولمن يعانون بالفعل من هذه الأمراض القلبية، يُعتقد أن التلبينة تساعد في تخفيف حدة المرض، وهو ما عناه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: “التلبينة مجمة لفؤاد المريض” أي مريحة لقلب المريض.

الخاتمة

في الختام تظل طريقة استخدام التلبينة النبوية خيارًا مثاليًا لمن يريدون إلى تحسين صحتهم بطرق طبيعية ومفيدة، و بفضل مكوناتها الغنية و العناصر الغذائية التي تحتويها، كما إن استخدام التلبينة النبوية بانتظام يُمكن أن يكون إضافة قيمة إلى نظامك الغذائي اليومي، مما يُساعد في الحفاظ على الصحة العامة والوقاية من العديد من المشكلات الصحية، لذا لا تتردد في تجربة التلبينة النبوية والاستفادة من فوائدها العظيمة.

المصادر

  1. https://altibbi.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%AA%D8%BA%D8%B0%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D8%A8%D9%8A%D9%86%D8%A9-10078
  2. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D8%A8%D9%8A%D9%86%D8%A9_(%D8%B7%D8%B9%D8%A7%D9%85)
  3. https://www.webteb.com/articles/%D9%81%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D8%A8%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%AE%D9%81%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%A6%D8%A7%D8%A8_23456
  4. https://islamqa.info/ar/answers/60311/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D8%A8%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%88%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%AA%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D8%A8%D9%87%D8%A7
  5. https://gate.ahram.org.eg/News/3358782.aspx
  6. https://www.islamweb.net/ar/article/175913/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D8%A8%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%85%D8%B9%D8%AC%D8%B2%D8%A9-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9