المدونة
ما هي أفضل درجة حرارة لحفظ العسل الطبيعي؟
تكثر الأسئلة المتعلقة بدرجة حرارة حفظ العسل، فمن المعروف أن العسل الطبيعي يملك مدة صلاحية طويلة الأجل، وقد يبقى العسل صالحًا للاستخدام لعدة عقودٍ من الزمان، إلا أن درجة الحرارة والظروف المحيطة تلعب دورًا بارزًا في هذا الأمر، فقد تطيل مدة صلاحية العسل، كما يمكن أن يؤدي تدهور ظروف التخزين إلى قصر مدة الصلاحية.
في مقال اليوم سوف نتعرف على درجة الحرارة المثالية لتخزين العسل، كما أننا سنسلط الضوء على الطرق الصحيحة الواجب اتباعها حتى يبقى العسل صالحًا مهما توالت عليه السنوات.
درجة حرارة حفظ العسل
هنالك العديد من الدراسات التي أُجريَت على عينات العسل في سبيل التعرف على درجة حرارة حفظ العسل التي تضمن له الاحتفاظ بقيمته الغذائية المرتفعة، وقد خلصت تلك الدراسات والتجارب إلى النتائج الآتية:
- درجات الحرارة المنخفضة هي الخيار الموصى به لحفظ العسل، فالدراسات جميعها قد أوضحت أن هذه الحرارة يجب أن تتراوح من 10 إلى 25 درجة مئوية، كما أكدت الدراسات أن الالتزام بهذا المدى يضمن الإبقاء على القيمة الغذائية المرتفعة للعسل الخام.
- تساهم درجات الحرارة المنخفضة في الحفاظ على الخصائص الحسية للعسل بما في ذلك: المذاق، النكهة، اللون، والقوام، فهذه الخصائص تعني الكثير لعشاق العسل، إذ إنها تتيح لهم استخدامه في أغراض التحلية والتنكيه.
تأثير درجة الحرارة على تبلور العسل
أحد الأمور التي تثير مخاوف عشاق العسل هي ظاهرة التبلور، فهذه الظاهرة تتسبب في تصلب العسل إلى حدٍ ما، ولكن ما دور درجة الحرارة في حدوث تلك الظاهرة؟ وهل يكون التبلور مؤشرًا إلى فساد العسل كما يعتقد بعض المستهلكين؟ هذا ما سوف تجيبكم عنه قادم النقاط:
- هناك ارتباطٌ عكسي بين درجة الحرارة والتبلور، فكلما انخفضت درجة الحرارة المُختزَن بها العسل، كلما ازدادت احتمالات التبلور، وفي تلك الأثناء يواجه المستهلكون صعوبات لسكب العسل واستخراجه من عبوته.
- على الرغم من وجود اعتقاد سائد بأن التبلور مؤشرٌ إلى تلف العسل، إلا أن هذا الاعتقاد بعيدٌ كل البعد عن الصواب، فالعسل يبقى صالحًا للاستخدام وإن تبلور.
- عادةً ما يكون العسل الخام -الممزوج بحبوب اللقاح- مُعرَّضًا للتبلور بدرجةٍ أكبر من نظيره الذي يخلو من تلك الحبوب، ويمكن اتباع بعض الخطوات لإعادة العسل إلى حالته الأولى التي تيسر عمليات سكبه.
ماذا يحدث للعسل عند درجات الحرارة المختلفة؟
يتأثر العسل بشدة من جراء تغير درجات الحرارة التي يتعرض لها سواء كان التغير ارتفاعًا أو هبوطًا، وفيما يلي توضيح لتأثير درجات الحرارة المختلفة على العسل الطبيعي:
- من 0 إلى 10 درجات مئوية: الاحتفاظ بالعسل في هذا المدى من درجات الحرارة يؤدي إلى ارتفاع نسبة الميكروبات والكائنات الدقيقة داخل العسل، وهو ما يتسبب في قصر مدة صلاحيته.
- من 10 إلى 25 درجة مئوية: هذا هو المدى الموصى به لئلا تنمو البكتيريا الضارة داخل العسل، وهو المدى الذي يحد بدرجةٍ كبيرة من احتمالات التبلور.
- عندما تصل الحرارة إلى 36 درجة مئوية: تمثل هذه الدرجة الحد الأقصى للحرارة التي يمكن تعريض العسل لها، وهي الحرارة التي يمكن استخدامها بطريقةٍ غير مباشرة لتسخين العسل وإعادته لحالته السائلة بعد تعرضه للتبلور.
- حينما تبلغ الحرارة 40 درجة مئوية: وصول العسل لهذا القدر من الحرارة سيعمل على منع التبلور بصفةٍ نهائية، إلا أنه يتسبب في زيادة احتمالات تعرض العسل للتخمر.
- من 40 إلى 71 درجة مئوية: تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في تلف العكبر السائل، مضادات الأكسدة، والإنزيمات الداخلة في تكوين العسل الخام، وحينئذٍ يصبح العسل عديمَ النفع.
- وقتما تتخطى الحرارة حاجز الـ 71 درجة مئوية: في هذا المدى يطلق على العسل مصطلح العسل المبستر، فيكون سهل التعبئة نظرًا لخفة قوامه، إلا أنه يصير عسلًا مُعالَجًا، وهو ما يعني افتقاره إلى الجدوى الغذائية.
إعادة العسل المتبلور إلى حالته الأولى
في حال انخفضت درجة حرارة حفظ العسل عن الحدود التي أشرنا إليها سلفًا سيبدأ العسل في التبلور، وفي تلك الأثناء يجب التعامل بحذر لإعادة العسل إلى حالته الأولى.
من الضروري في هذه المرحلة ألا يتم تسخين العسل بصورةٍ مباشرة، فالحرارة المباشرة تتسبب في فقدان العسل للعديد من العناصر التي تعزى إليها جدواه الغذائية ونفعه العلاجي، لذا يُنصَح بتسخين العسل بطريقٍ غير مباشر، وذلك من خلال وضع عبوة العسل داخل إناء مليء بالماء الدافئ، فبهذا الأسلوب سيعود العسل لحالته الأولى عبر إذابة الحبيبات المتبلورة، وفي الوقت نفسه لن يفقد العسل خصائصه المضادة للبكتيريا والميكروبات.
تكرار عمليات تسخين العسل بطرق غير مباشرة
مما تَقدَّم ذكره يتضح أن تسخين العسل بطريقةٍ غير مباشرة يمثل العملية العكسية للتبلور، فهو يعيد العسل إلى حالته السائلة، وعادة ما يتم ذلك عند درجة حرارة لا تتخطى 36 مئوية، ولكن إلى أي مدى يمكن إخضاع العسل لعمليات التسخين بصورةٍ متكررة؟
- تشير التجارب إلى أن تسخين العسل بصفةٍ متكررة -حتى وإن كان تسخينًا غير مباشرٍ- يتسبب في إضعاف الرائحة العطرية التي يُعرَف بها العسل، وهو ما يحد من فرص استخدامه لمنح الأطعمة النكهة المميزة.
- يُنصَح دائمًا بإجراء العملية العكسية للتبلور على عبوة العسل المراد استخدامها في الوقت الحالي، وذلك حتى لا يضطر المستهلكون إلى معاودة التسخين مرارًا وتكرارًا.
اختيار العبوات المناسبة لتخزين العسل
بعد أن تعرفنا على درجة حرارة حفظ العسل يجب أن نلقي نظرةً على مواصفات العبوات المناسبة لتخزين العسل لفتراتٍ طويلة، فمن الضروري أن تتوفر بهذه العبوات بعض الشروط لئلا يفسد العسل بشكلٍ مباغت، وفيما يلي بيان لمواصفات العبوات المناسبة لأداء تلك المهمة:
- يجب أن تتمتع العبوات بأعلى درجةٍ من درجات إحكام الغلق، ذلك أن العبوات غير المُحكَمة تدع الفرص قائمةً أمام تعرض العسل للحرارة والرطوبة، وهي عوامل جوية تُعجِّل بفساد العسل.
- يُنصَح بالإبقاء على العسل مُختزنًا داخل عبوته الأصلية، فمعظم المتاجر تراعي تصميم تلك العبوات على النحو الذي يضمن احتفاظ العسل بقيمته الغذائية لفتراتٍ ممتدة، ويكون المستهلكون مطالبين فقط بغلق العبوة جيدًا بعد استخراج كمية العسل المطلوبة.
- للإبقاء على درجة حرارة حفظ العسل يجب الابتعاد تمامًا عن استخدام العبوات المعدنية، فمن المعروف أن المعادن تسمح بالتبادل الحراري مع الوسط المحيط بوتيرةٍ متسارعة، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى فساد العسل حين تتبدل درجة حرارته.
- تعاني العبوات المعدنية من مشكلةٍ إضافية توجب على المستهلكين عدم استخدامها، فهي تقوم بالتفاعل مع العسل ضمن تفاعلات الأكسدة التي تُجرِّد العسل من نفعه الغذائي، لذا يُنصَح دائمًا باستخدام العبوات الزجاجية.
دور متجر سدرة في توعية المستهلكين لحفظ العسل جيدًا
متجر سدرة هو المتجر الأفضل في الكويت للحصول على العسل الطبيعي، وقد أخذ المتجر على عاتقه مهمة توجيه المستهلكين إلى الطرق الصحيحة لحفظ العسل، فهو يوصيهم بحفظ العسل في مكانٍ جاف بعيدًا عن أشعة الشمس، كما أنه يؤكد على ضرورة استخدام الملاعق الخشبية بدلًا من المعدنية عند استخراج العسل من العبوة، ذلك أن الملاعق المعدنية تتفاعل مع العسل وتنقص من قيمته الغذائية.
يقدم المتجر مختلف أنواع العسل الطبيعي مثل: عسل الطلح، عسل سدر الشمال، وعسل السدر البري، هذا إلى جانب الخلطات، المشروبات، والعكبر السائل، وبذلك سيجد عشاق منتجات النحل جميع الخيارات التي تروق لهم.
بهذا القدر من القول نبلغ وإياكم ختام مقال اليوم، فقد أوضحنا لكم درجة حرارة حفظ العسل الموصى بها، كما تناولنا التأثيرات المختلفة التي تظهر على العسل عند تعرضه لدرجات حرارة متفاوتة، وذلك قبل إبراز دور متجر سدرة في إرشاد المستهلكين للطرق الصحيحة لحفظ العسل.