مقالات سدرة

اكتشف حقائق مثيرة عن ملكة النحل ودورها في الخلية

اكتشف حقائق مثيرة عن ملكة النحل ودورها في الخلية

تُعتبر ملكة النحل أحد الأفراد الأساسية في حياة الخلية، حيث تلعب دورًا محوريًا في تنظيم وتوجيه النشاطات داخل المستعمرة، ويحيط بها الكثير من الغموض والفضول؛ نظرًا لخصائصها الفريدة ودورها الهام في التكاثر واستمرارية دورة حياة النحل داخل الخلية، لذا دعونا من خلال هذا المقال أن نتعرف على حقائق مثيرة حول ملكة النحل، و نغوص في عالم النحل لنكتشف سويًا المزيد عن هذه الكائنات الرائعة فتابعوا معنا.

ملكة النحل

تُعرف ملكة النحل أيضًا بأم الطائفة، وهي أنثى مكتملة النمو وتُعتبر العنصر الوحيد من نوعها في كل خلية، ما عدا بعض الحالات الاستثنائية، وتتميز الملكة بحجم أكبر من باقي أفراد النحل، حيث تمتلك بطنًا طويلًا ومُنتهيًا بشكل مدبب.

وعلى الرغم من أن أجنحتها تبدو قصيرة، إلا أنها أطول قليلًا من أجنحة العاملات، ويُعرف صدرها بأنه أعرض مقارنةً مع بقية أنواع النحل، بينما تميل أرجلها إلى اللون البرتقالي أو البني، مما يمنحها مظهرًا زاهيًا، وعادةً ما تبدو الملكة أكثر نعومة ولمعانًا من بقية النحل.

تتركز وظيفة الملكة في وضع البيض، والذي يُنتج جميع أفراد الخلية، وتمتلك الملكة أيضًا حُمَة لسع مقوسة، والتي لا تستخدمها إلا عند مواجهة ملكة منافسة داخل الخلية، بخلاف حُمة اللّسع المستقيمة الموجودة لدى الشغالات، أما الذكور فإن دورهم يقتصر على تلقيح الملكة، حيث يموت الذكر بعد فترة قصيرة من عملية التلقيح.

تُعتبر الملكة الأطول عمرًا في الخلية، حيث تعيش عادةً ما بين سنة إلى أربع سنوات، ومع تقدمها في العمر، تفقد الملكة بعض الغرائز الأمومية بسبب التخصص في وظيفتها، مما يجعل دورها مقتصرًا على وضع البيض، بينما تتولى الشغالات مسؤولية رعاية الحضنة وتغذيتها.

تظل الملكة محاطة بمجموعة من الشغالات تُعرف بالوصيفات، اللواتي يحطن بها لحمايتها، ويقدمن لها الغذاء الملكي وينظفن جسمها بلعقها، وهذا الغذاء الملكي يُنتج من غدد خاصة لدى الشغالات الصغيرة ويتم تقديمه لها مباشرة دون تخزين.

دور ملكة النحل في الخلية

تتركز مهمة ملكة النحل على وضع البيض الذي يضمن نمو أفراد الخلية، وإضافةً إلى وضع البيض، تفرز الملكة رائحة مميزة من غدد موجودة في فكها العلوي، تُعرف بـ “الرائحة المانعة”، حيث تتوزع هذه الرائحة على جسمها وتنتقل عبر الوصيفات إلى جميع الشغالات، مما يُعزز استقرار وتنظيم الحياة في الخلية.

وتعمل هذه الرائحة على منع الشغالات من تكوين ملكات جديدة وإيقاف نمو مبايضهن، مما يمنع ظهور “الأمهات الكاذبة” داخل الطائفة.

تزاوج ملكة النحل

  • تقوم الملكة الجديدة بالتزاوج مع الذكور في اليوم الخامس والسادس من حياتها. قبل بدء عملية التزاوج، تقوم الملكة برحلتين استكشافيتين لتحديد مسار العودة إلى الخلية، مستفيدة من فرمون ناسانوف الذي تفرزه النحلات العاملات عند مدخل الخلية. بعد ذلك، تخوض الملكة خمس رحلات تزاوج، تختار لها عادةً فترة الظهيرة في الأيام المشمسة، وتستمر هذه العملية من يومين إلى أربعة أيام.
  • أثناء التزاوج، تطير الملكة إلى منطقة تُعرف باسم منطقة تجمع الذكور، التي تبعد بين 2 إلى 3 كيلومترات عن الخلية. في هذه المنطقة، تبدأ الذكور بملاحقتها، ويكون مصير العديد من الذكور الذين ينجحون في تلقيح الملكة الموت بعد فترة قصيرة، تتراوح بين دقائق وساعات.
  • الملكة تخزن الحيوانات المنوية في حافظة خاصة تُعرف باسم (Spermatheca). بعد التزاوج، تحدث تغييرات فسيولوجية في جسم الملكة تؤدي إلى نضج المبيض ونموها الكامل. يتراوح عدد الذكور الذين يلقحون الملكة بين 7 إلى 17 ذكراً، مما يبرز أهمية وجود عدد كافٍ من الذكور الأصحاء في المستعمرة. يساهم تنوع الحيوانات المنوية في تقليل احتمالات إصابة الحضنة الجديدة بالأمراض ويزيد من فرص بقاء المستعمرة. في حال عدم تمكن الملكة من التزاوج بسبب ظروف مناخية أو غيرها، فمن المحتمل أن تبدأ في إنتاج بيض غير مخصب بعد مرور ثلاثة أسابيع.

وضع بيض النحلة

تُعتبر عملية وضع البيض من العمليات الأساسية في حياة ملكة النحل، حيث تلعب دورًا هامًا في استمرار المستعمرة.

تبدأ هذه العملية بعد فترة قصيرة من التلقيح، ويتضمن عدة مراحل دقيقة تتعلق بنوعية البيض المُنتج وظروف البيئة المحيطة، وفيما يلي تفاصيل هذه العملية:

  1. بعد 2-3 أيام من التلقيح، تبدأ مبايض الملكة في النشاط نتيجة عملية التلقيح والغذاء الملكي الذي تقدمه لها الوصيفات.
  2. تقوم ملكة النحل بوضع البيض في منتصف الأقراص الوسطى بعد التأكد من خلو العين السداسية، وتدخل بطنها حتى تلامس قاع الخلية وتضع بيضة تلتصق بالقاع بإفراز لاصق حمضي، ثم تُكرر العملية لزيادة المساحة المخصصة لوضع البيض.
  3. البيض يكون عادة على شكل دائري أو بيضاوي ويُعرف بمنطقة الحضنة.
  4. تُعتبر السنة الأولى والثانية من حياة الملكة هي الفترة الأكثر خصوبة، حيث تضع أكبر كمية من البيض، ثم يبدأ نشاطها في وضع البيض بالتناقص، وفي مراحل متقدمة قد تضع بيضًا غير ملقح.
  5. آلة وضع البيض عند الملكة تتكون من قرنية ملساء ومقوسة قليلاً، متصلة بقناة البيض، وتستخدمها الملكة أيضاً للدفاع ضد الملكات المنافسة.
  6. البيضة ذات شكل أسطواني، طولها حوالي 3 مم، ولونها أبيض عاجي مع خطوط تشبه الشبكة عند الفحص المجهري، وجدارها الخارجي رقيق، مما يسمح بمرور الحيوانات المنوية.
  7. في اليوم الأول، تكون البيضة عمودية في قاع العين السداسية، ثم تميل بزاوية 45 درجة في اليوم الثاني، وتصبح أفقية في اليوم الثالث، وتفقس إلى يرقة صغيرة في اليوم الرابع.
  8. الملكة تتحكم في نوع البيض الذي تضعه؛ إذا أرادت وضع بيض مُلقح، تضغط على القابلة المنوية لتخرج الحيوانات المنوية، بينما إذا أرادت وضع بيض غير مُلقح، تمنع ذلك ولا تضغط، مما يُؤدي إلى التكاثر البكري.
  9. البيض غير الملحق ينتج ذكوراً تحمل 16 كروموسوم (صبغيات) من الملكة، بينما البيض الملحق ينتج شغالات أو ملكات تحتوي على 32 كروموسوم، نصفها من الملكة والنصف الآخر من الحيوان المنوي.
  10. يعتقد أن الملكة تتحكم في نوع البيض عن طريق صمام الحاجز الموجود عند تقاطع القناة القابلة المنوية مع المهبل.
  11. في حالات نادرة، قد يُنتج ذكور من بيض ملقح، لكنها عادة ما تكون ضعيفة جنسياً وتفتقر إلى الكفاءة.

تكوين ملكة النحل

ينشأ كل من ملكة النحل والنحلات العاملات من بيض مخصب، لكن الاختلاف الجوهري يكمن في نوع التغذية التي تتلقاها الملكة، حيث تتغذى الملكات على غذاء يُعرف باسم “غذاء ملكات النحل”، و يتم وضع البيض الذي ينتج الملكات داخل خلايا خاصة يقوم النحل العامل ببنائها لهذا الغرض وتعرف باسم “الفناجين الملكية”.

وبعد فقس البيض، تبدأ العاملات في تغذية اليرقات، والتي تتلقى خلال الأيام الثلاثة الأولى سائلًا أبيض تنتجه غدة الفك السفلي للنحل العامل، وتلي ذلك تغذيتها بمزيج من إفرازات غدة الفك السفلي وغدد البلعوم السفلي.

أما في اليومين الأخيرين من مرحلة اليرقة، يُضاف العسل إلى غذائها لتزويدها بالسكريات وهرمون الشباب (Juvenile Hormone)، الذي يُساعد على تحفيزها لإنتاج الهرمونات والبروتينات الضرورية لتحويلها إلى ملكة.

عادةً، تتكون المستعمرة من ملكة واحدة، إلا أن العاملات قد يبدأن بتربية ملكة جديدة في حالات محددة وهي:

  • وفاة الملكة أو فقدانها المفاجئ: في حالات الطوارئ، يبدأ النحل العامل بتربية ملكة جديدة بسرعة، فيختارون يرقة بعمر لا يزيد عن ثلاثة أيام ويبدأون بتغذيتها بغذاء ملكات النحل، وتًربى هذه اليرقة فوق سطح قرص العسل.
  • نقص إفرازات الملكة (الفرمونات) بسبب تقدمها في العمر: عندما تنخفض إفرازات الملكة مع تقدمها في العمر، تشرع العاملات في إعداد ملكة جديدة لتحل محل الملكة القديمة، وفي هذه الحالة تكون الملكة الجديدة أكثر جودة نظرًا لأنها تتغذى على كميات أكبر من غذاء الملكات وتنشأ في ظروف مواتية على سطح قرص العسل.
  • ازدحام الخلية: عندما تصبح الخلية مكتظة بالنحل، يلجأ النحل إلى ظاهرة التطريد التي تتطلب ملكة جديدة لمستعمرة النحل المنفصلة حديثًا.

تطريد النحل في الطبيعة

تحدث عملية التطريد في فصل الربيع، وتُعرف بأنها انتقال مجموعة من النحل من مستعمرتها القديمة التي أصبحت مزدحمة إلى تأسيس مستعمرة جديدة، ومع زيادة عدد النحل، تواجه العاملات صعوبة في التعرف على فرمون الفك السفلي الذي تفرزه ملكة النحل، مما يدفعهن إلى اعتبار ذلك علامة للبدء في تربية ملكة جديدة تمهيداً للتطريد.

كما يؤدي نقص الخلايا الفارغة المتاحة لوضع البيض إلى دفع الملكة لوضع البيض في الفناجين أو الخلايا الملكية المخصصة لذلك، و ترد العاملات على هذا الوضع ببدء عملية تربية ملكات جديدة.

وعندما يحين موعد التطريد تترك الملكة الأم الخلية مع ما يقارب 50% إلى 70% من العاملات، وتطير المجموعة في شكل كتلة دائرية نحو مكان قريب، حيث تحط عادة على غصن شجرة أو سطح مرتفع، وفي هذه الأثناء يبدأ النحل الكشاف في البحث عن موقع مناسب لبناء الخلية الجديدة.

متجر سدرة لأجود أنواع العسل

احصل على أفضل عسل طبيعي ونقي 100% من متجر سدرة بأسعار حصرية وعروض لا تُقاوم، تواصل معنا الآن من خلال الواتس اب.

الخاتمة

في ختام هذا المقال نجد أن ملكة النحل هي العمود الفقري الذي يضمن بقاء المستعمرة واستمراريتها، ومن خلال فهمنا لدورها الفريد وخصائصها المميزة، نكتسب تقديرًا أعمق لأهمية هذه المخلوقات في الطبيعة، ونأمل أن تكون قد استمتعت بالحقائق المثيرة التي قُمنا بعرضها، وأن تُلهمك لاكتشاف المزيد عن عالم النحل المذهل.